السبت، 12 يوليو 2014

إستراتيجية اللعب

                                                                                                          المدرب والباحث التربوي : علي ترحيني 

كانت الحاجة عواطف (إم وسيم ) ترعى حفيديها سامر ولينا ( الذين فقدا والديهما بحادث سير )،في منزلها الصغير والمتواضع من حيث المساحة وعدد الغرف.
إذ كان الولدان يعانيان من تعليمات جدتهما الصارمة أيام العطل المدرسبة، حيث تطلب منهما صباحا ترك المنزل واللعب خارجه ، لتتفرغ لتنظيفه وترتيبه.
لم يشعر الولدان أنهما وفي كثير من الأحيان يرغبان باللعب خارج المنزل خاصة ، أثناء تقلبات الطقس... وانتابهما شعور أن جدتهما إنما تقول لهما هكذا كوسيلة للتخلص من لعبهما داخل المنزل بأي طريقة، لإتمام أعمالها.
وأدى ذلك الى تكوين وتكريس مفهوم خاطىء لمعنى اللعب عندهما ...

اللعب ليس وسيلة للتخلص من الأطفال وإزعاجهم ، كما ليس مجرد الحصول على المتعة والتسلية وقضاء الوقت، أو  ممارسة الطفل له متى أراد ذلك أو بأي طريقة أو بأي أسلوب يشاء الترويح عن النفس، أو إعتباره من قبل البعض مجرد مضيعة للوقت والجهد وبالتالي يتحول الى شيء غير مرغوب فيه أو غير مسموح به من قبل الأهل ...

إن أهم ما يميز مراحل الطفولة هو اللعب، لذلك قيل " الطفولة هي ذروة النشاط اللعبي" وأنها " وطن الألعاب" ...

إن اللّعب الذي يمكن أن يكون في حدوده القصوى مرادفا للطفولة، أصبح من أساسيات فهم وتفسير النمو الحسي/ الحركي والنفسي والعقلي لدى الطفل هذا الى جانب الدور الإجتماعي والثقافي الذي يؤديه اللعب في عملية انخراطه في البيئة المباشرة له وفي تمثيله للأدوار والقيم الإجتماعية المعاشة من حوله والسائدة في المجتمع العام ...

واللعب يمثل مقوما تربويا فعالا في تربية الأطفال، ويعتبر أنجح وسيط تربوي يمكن أن يساعد في تعليم الأطفال خصوصا في المراحل العمرية الأولى حيث تعتبر ذات ضرورة مهمة في عملية النماء الجسماني، كما أنه يشكل دورا أساسيا لنمو الأطفال معرفيا وعقليا وإجتماعيا وأنفعاليا وحركيا ..
                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق