الخميس، 31 يوليو 2014

الآثار السلبية لشجار الأبوين أمام الطفل



عندما يتشاجر الأب والأم فإن  الأمر بالنسبة للطفل يكون مخيفا لأن الأب والأم فى الأصل يعتبران مصدر  إحساس الطفل بالأمان. وبما أن الطفل فى حالة تشاجر والده مع والدته لا  يستطيع اللجوء إليهما  قد يدفعه ذلك  لإخفاء خوفه وهو الأمر الذى يظهر فى  عناد وسوء سلوك يظهره الطفل. إن الطفل أيضا عندما يسمع أبويه يتشاجران فإنه يبدأ فى الاقتناع بأن طريقة حل الخلافات بين الكبار هى التشاجر والصراخ  على بعضهم البعض.
يواجه الأب والأم أو الزوج والزوجة العديد من التحديات والمسئوليات خلال  العام الأول بعد ولادة طفلهما، بالإضافة إلى أن أسلوب حياتهما يختلف تماما  بعد ولادة الطفل، وهو الأمر الذى قد يرفع من نسبة الخلافات بين الاثنين.
يوجد العديد من الطرق الفعالة والإيجابية التى يمكن للأب والأم من خلالها  التعامل مع خلافاتهما ومشاكلهما مبتعدين عن  العنف  فإن لم يفعلا هذا الأمر فإن طفلهما سيعانى على العديد من المستويات.
يمكن للأب والأم مثلا أن يتحدثا معا أمام الطفل عن شرائهما لسيارة جديدة  بطريقة حضارية وهو الأمر الذى سيجعل الطفل يؤمن بإمكانية وجود خلافات  بينهما أو اختلاف فى الرأى بكل حب واحترام.
إذا شاهد الطفل أمه وأباه وهما يتشاجران فإنه قد يصبح مهزوزا ويبدأ فى  التساؤل ما إذا كانا قادرين على حمايته والإعتناء به لأن تصرفاتهما قد تظهر له أنهما غير قادرين على الإعتناء به من الأساس.
وقد يبدأ الطفل فى الشعور بالقلق والاكتئاب وقد تبدأ ثقته بنفسه فى الانخفاض. وعلى الأم أن تعلم  أنها عندما تتشاجر مع زوجها ووالد طفلها فإن انتباهها لا يكون مركزا على  الطفل، مع الوضع فى الاعتبار أنه فى تلك الحالات يكون الطفل فى أشد الحاجة  لإهتمام أمه. إن الطفل فى تلك الأوقات قد يختار عدم الذهاب لوالده أو  والدته لأنه لا يشعر بالأمان.
فى كثير من الأحيان قد لا يفهم الطفل السبب وراء الخلافات والعراك بين  والده ووالدته، ولذلك فإنه قد يعتقد أنه هو السبب وراء خلافاتهما. فعلى  سبيل المثال قد لا ينجح الطفل فى الإنتهاء من تنظيف غرفته أو إنهاء طعامه  أو قد يسئ السلوك ويأتى الليل ليجد أبويه يتشاجران مما قد يجعله يعتقد أنه  هو السبب وراء هذا الأمر مع الوضع فى الإعتبار أن هذا الأمر يعتبر حملا  ثقيلا على الطفل يؤدى مع الوقت لشعوره بالذنب والإحراج، بل إنه قد يبدأ فى  أن يكره نفسه.
إن الطفل وهو صغير يتصرف بناء على ما يراه من تصرفات والده  ووالدته وهذا الأمر يتضمن طريقة تعاملهما مع المشاكل وحلهما لها.
إن الطفل  مع الوقت سيتعلم أن طريقة حل المشاكل هى النوبات العصبية والشجار والضرب  لأن تلك هى الطرق التى يتبعها أهله.

وهناك أمر آخر قد يحدث للطفل فى حالة  خلافات أهله الدائمة أمامه، فقد يبدأ فى كبت مشاعره والانزواء بعيدا وعدم  الرغبة فى التعامل مع أى شخص على المستوى الإجتماعى. إن أى أب وأم  سيتشاجران بالتأكيد فى مرحلة من المراحل ولكن يكمن الأمر فى كيفية تعاملهما مع تلك المشاكل أمام طفلهما بطريقة محترمة يحاولان من خلالها إيجاد حلول  بدلا من إلقاء اللوم على بعضهما البعض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق